هل لك أن تتخيل أنه بإمكانك استخدام الترندات في تحقيق نجاحات واسعة للعلامة التجارية، ودون المخاطرة بالمصداقية، على الرغم من عصرنا الرقمي الحالي الذي يشهد طفرة غير مسبوقة في المحتوى عبر المنصات الرقمية المختلفة.

الأمر جدًا بسيط، ويمكن تحقيق ذلك عبر استراتيجية واعية تستهدف تحقيق التوازن بين مواكبة الأحداث الرائجة والبقاء وفيًا لقيم العلامة التجارية، لكن دعنا بدايةً نطرح سؤالًا:

كيف نفهم الترندات؟

علينا أن نعترف أن الترندات ليست فقط مجرد محتوى رائج يظهر فجأة ويختفي، هي في حقيقة الأمر تعكس اهتمامات الجمهور في لحظة معينة، و أنها نجحت فعليًا في تحقيق هذا التأثير، مما يجعلنا نفهم تنوعها سواء بين أحداث عالمية أو موضوعات اجتماعية أو حتى مواقف ساخرة وأخرى ترفيهية، إذن علينا أن نجيد اختيار ما يتناسب مع طبيعة الجمهور المستهدف وقيم العلامة التجارية، لأن ليس كل ما هو رائج يناسب الجميع؛ لذا، فإن انتقاء الترند الصحيح يعد حجر الزاوية في استراتيجية التسويق الناجحة.

لكن كيف يتحقق ذلك؟ الأمر أيضًا بسيط، لأن هناك الكثير من الأدوات التي تقدم ذلك بسهولة، مثل Google Trends وX Trends، إذ تشير إلى الموضوعات الأكثر تداولًا في لحظة زمنية معينة، ليس هذا فحسب، فهناك أيضًا آلية متابعة المؤثرين ومنشئي المحتوى على المنصات المختلفة التي تمثل عملية تحليل دائمة لسلوك الجمهور وتفضيلاته.

هوية العلامة التجارية و"الترندات"

الإبداع يأتي هنا، كيف يمكن أن تخلق أداة الربط بين الترند والعلامة التجارية، وتعكس روح المنتج أو الخدمة، المثال الشهير الذي يمكن أن نشير إليه، العلامة التجارية Nike، التي تمكنت من استغلال الأحداث الرياضية الرائجة لإطلاق حملات تحمل شعارها الشهير "Just Do It"، مع التركيز على قصص حقيقية تلهم الجمهور، تأمل الشعار مجددًا، لشركة نجحت في الربط بين منتجاتها وما استهدفته، بل وتجاوز ذلك ليصل إلى الصورة البصرية للأبطال الذين تحفزهم دائمًا.

وإذا كان هناك تحدٍ رائج على منصات مثل TikTok أو Instagram، يمكنك المشاركة فيه بطريقة تعكس روح علامتك، وهذا الربط يتطلب إدراكًا عميقًا لهوية العلامة، مع الحرص على تقديم محتوى يحترم ذكاء الجمهور، ربما يحدث ذلك من خلال ما تقدمه من منشورات تتضمن رسائل عاطفية أو ملهمة، أو حتى ترفيهية، فقط لا تجعلها تبدو مصطنعة، لأن احترام ذكاء الجمهور قاعدة رئيسية.

ومن الضروري الاهتمام بعامل التوقيت وآليات الإبداع، الرهان على استغلال الترندات يتمثل في المحتوى الذي يتمتع بالمرونة والجاذبية والمصداقية.

والإبداع يلعب دورًا محوريًا في جذب الانتباه، فبدلاً من مجرد إعادة نشر الترند، حاول إعادة صياغته بلمسة فريدة، عبر استخدام الفيديوهات القصيرة، والتصاميم المميزة، أو حتى الميمز، ولكن احرص دائمًا على أن تعكس هذه العناصر شخصية علامتك.

التفاعل مع الجمهور

لا يكفي فقط إنتاج محتوى متعلق بالترند. التفاعل مع الجمهور هو ما يحوّل المحتوى إلى وسيلة لبناء علاقات طويلة الأمد، مثل الردود السريعة على التعليقات، ومشاركة محتوى المتابعين، وطرح أسئلة محفزة للنقاش، كلها أدوات فعالة لتعزيز هذا التفاعل.

خذ مثال شركة Wendy’s، التي استطاعت عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي أن تبني قاعدة جماهيرية مخلصة من خلال الردود الذكية والمرحة على استفسارات وتعليقات المتابعين. هذا النوع من التفاعل يعزز صورة العلامة كجزء من حياة الجمهور اليومية، وليس مجرد كيان تجاري.

وتذكر دائمًا أنه إذا كان الترند يتعارض مع قيم العلامة أو يحمل رسائل سلبية، فمن الأفضل الابتعاد عنه مهما بدا جذابًا.

لا تنس أنه بإمكانك استخدام أدوات تحليلية مثل Facebook Insights وGoogle Analytics لقياس أداء المحتوى، ومن المؤشرات التي يمكن التركيز عليها: عدد المشاهدات، معدلات التفاعل (الإعجابات، التعليقات، المشاركات)، ونسبة التحويلات (مثل الزيارات للموقع أو عمليات الشراء). بناءً على هذه البيانات، يمكن تحديد الاستراتيجيات التي أثبتت نجاحها وتكرارها، مع تحسين الجوانب التي لم تحقق النتائج المرجوة.

على الجانب الآخر، بعض الشركات تقع في أخطاء قاتلة مثل المشاركة في ترندات ذات طبيعة حساسة سياسيًا أو دينيًا، ما يثير جدلًا سلبيًا يؤثر على سمعتها.

شارك المقالة على المنصات المختلفة
أسرار زيادة التفاعل باستخدام الترندات بذكاء مع الحفاظ على هوية العلامة التجارية

٢٣ يناير ٢٠٢٥

العودة لـ كُل الـمقــــالات

نرحب بكم في عالمنا نحو
التأثير والإبداع!

تواصل معنا

للتوظيف والتدريب

جميع الحقوق محفوظة لشركة كاف الرقمية - المملكة العربية السعودية

نرحب بكم في عالمنا نحو التأثير والإبداع!

تواصل معنا

للتوظيف والتدريب

جميع الحقوق محفوظة لشركة كاف الرقمية - المملكة العربية السعودية

اطلب اجتماع

نرحب بكم في عالمنا
نحو التأثير والإبداع!

تواصل معنا

للتوظيف والتدريب

جميع الحقوق محفوظة لشركة كاف الرقمية

المملكة العربية السعودية