دعنا نتفق أن في عالم الإعلام الرقمي سريع التغير، يبقى التميز في صناعة المحتوى مهمة شاقة تحتاج إلى رؤية مبتكرة وذكاء في استثمار اللحظة.
من أبرز الوسائل التي تُبرز هذا الذكاء، الاستفادة من الأحداث الجارية والمناسبات المختلفة لصياغة محتوى يجذب الجمهور ويزيد من تفاعلهم، وهذه الاستراتيجية ليست مجرد وسيلة لجذب الانتباه، بل هي أداة تعكس احترافية المؤسسة ووعيها بما يدور حولها.
وتأتي الأحداث الوطنية مثل الاحتفالات الرسمية، والزيارات الدبلوماسية، والإنجازات الرياضية كفرص ذهبية يمكن تحويلها إلى محتوى يعكس رؤية المؤسسة ورسالتها. مثلا، تخيَّل مؤسسة تُسوِّق لمنتجها من خلال الحديث عن إنجازات وطنية تتعلق بالمجال نفسه؛ فبدلًا من الترويج المباشر، يصبح المحتوى جزءًا من خطاب وطني يُلهم الجمهور ويُعزز الانتماء. لا يتوقف الأمر عند المناسبات الوطنية فقط، بل يمكن للكاتب أن يستلهم من الأحداث العالمية أيضًا، ففي بدايات جائحة كورونا، استغل الأطباء منصاتهم لتحذير الجمهور من التجمعات خلال مباريات كرة القدم، مقدِّمين رسائل صحية في قالب يناسب السياق العام، وهذا المثال يُبرز كيف يمكن التخصصات المختلفة أن تجد زاوية مبتكرة للمشاركة في الأحداث، أصدقك القول: هذه الزاوية الجديدة هي ما يُمكن أن نبني عليه السرد.
المحتوى الذي يرتبط بالأحداث الجارية لا يجذب التفاعل فحسب، بل يُحسن كذلك من ترتيب المحتوى في محركات البحث. وإلى جانب ذلك، فإن استخدام الكلمات المفتاحية المتعلقة بالأحداث يجعل المحتوى أكثر ظهورًا، مما يعزز الوصول إلى الجمهور المستهدف، كما أن هذا النهج يكشف عن وعي الكاتب بمتغيرات السوق والجمهور، ويُضفي على العمل مصداقية أكبر.
كما أن ربط الحاضر بالماضي يُعد من أساليب الكتابة الفعالة التي تُثري المحتوى، فعندما تحل ذكرى إنجاز تاريخي أو مناسبة وطنية، يمكن استغلال هذا الحدث لإنتاج محتوى يلقي الضوء على القيم والأفكار المرتبطة بالمناسبة، ما يُضيف بُعدًا عاطفيًا وقيميًا للرسالة. هذه الآلية أو التقنية ـ بلغة الكتابة ـ ليست فقط وسيلة للتذكير بالماضي، لكنها أداة لجعل القارئ يشعر بالاتصال بالمؤسسة أو العلامة التجارية.
كما أن تنويع زوايا الطرح يُضيف بعدًا جديدًا لصناعة المحتوى، فيمكن للطاهي، على سبيل المثال، أن يعلق على حدث سياسي بربطه بالطعام التراثي الذي يُستخدم في المناسبات الوطنية، أو لطبيب أن يشارك في الحديث عن حدث رياضي من خلال تقديم نصائح صحية. هذه الزوايا غير التقليدية تجعل المحتوى أكثر إثارة للاهتمام وقربًا من الجمهور.
ونؤمن في "كاف" أن النجاح في صناعة المحتوى يتطلب تواجدًا ذكيًا ومستدامًا في قلب الأحداث، هذا التواجد ليس مجرد انعكاس لحاضر اللحظة، بل هو بناء لجسر يربط بين المؤسسة وجمهورها، يُرسخ الثقة ويُعزز الولاء، ومن هنا، يتحول المحتوى إلى أداة فاعلة، لا تقتصر على نقل الرسائل، بل تبني علاقات تدوم.
شارك المقالة على المنصات المختلفة
كُن دائمًا حاضرًا.. لصناعة محتوى أكثر تأثيرًا
٨ ديسمبر ٢٠٢٤