إن ما يحدث في عالمنا الحاضر هو نتيجة تفكير بشري عميق أراد التميُّز؛ فأحدَثَ ثورةً معلوماتية شملت جميع مجالات الحياة، وضمنت لها التقدم والتطور؛ لذا أُطلِقَ على عالمنا عالم الذكاء الاصطناعي؛ لتأثيره الإيجابي في مجتمعنا، ولا سيما في مجال التسويق الإلكتروني، فقد أسهم في إحداث تغير جذري على أدائه واستراتيجياته.

وقد يتساءل البعض: هل يعد الذكاء الاصطناعي أداة تهديد للتسويق الإلكتروني؟

لا يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدًا للتسويق، بل يعد سلاحًا قويًا له؛ إذ نراه يساعد المسوِّقين على جمع بيانات هائلة، وتحليلها تحليلًا منطقيًا معتمدًا على كفاءته المطلقة وأدائه؛ لذلك نرى أصحاب الشركات يعتبرونه شريكًا حقيقيًا في العمل. إذن، فكلاهما وجهان لعملة واحدة.

ما الإجراءات التسويقية التي استفادت من الذكاء الاصطناعي؟

١- عملية الأتمتة:
من المعروف في عالم التسويق أن مبدأ عمل أتمتة يكمن في تبسيط العمليات، وفي كنف الذكاء الاصطناعي الذي يزودها بالرؤى التنبؤية، والتحليل في الوقت الفعلي، والتخصيص بدقة عالية. صارت أكثر يسرًا ودقة. ولا شك أن الشركات التي لا توظفه ممهددة بالفشل؛ لاعتمادها على التسويق التقليدي.

٢- تقليل الأخطاء:
لا بد من وجود الأخطاء فهذا أمر طبيعي لكن في حضرته فإن الخطأ مستحيل، فهو يعالج الأخطاء ويقوِّمها.

٣- زيادة التخصيص:
إن من أهم الإجراءات التي يريدها العميل هو تخصيص عملية التسويق وهو أمر لا بد منه في وجوده حيث يضمن للعميل الاختلاف والتميّز في محتواه لغةً وأفكارًا وتأثرًا.

٤- اتخاذ قرارات أفضل:
إن ما يقدمه للمسوِّقين من تحليل للبيانات، وجمعها، وتتبعها بدقة وموضوعية، يسهم في مساعدتهم على اتخاذ القرارات الفورية بثقة عالية.

وأخيرًا، عندما توظف الشركات التسويقية الذكاء الاصطناعي ستشهد تحولًا جذريًا في إدارة أعمالها، وتفاعلها مع العملاء، وصنع قراراتها، فهو أداة محفزة للابتكار والتطور؛ إذ يمنح الشركات فرصة فريدة لإعادة تعريفها في السوق الرقمي. فهو ليس مستقبلَ الصناعة وحسب؛ بل هو حاضرها المتجدد الذي يعيد تشكيل المشهد التكويني للشركة بطرق متجددة ومثيرة.