أمسى التسويق عبر المؤثرين أحد أنجح الأساليب التسويقية في السنوات الأخيرة، فأضحى الكثير من المعلنين يفضّلون التسويق لأعمالهم عبر المؤثرين في ظل توفر العديد من الخيارات التسويقية الأخرى، سواء عبر الإنترنت أو من خلال وسائل الإعلان التقليدية، وذلك بعدما وجد الكثير منهم أن التسويق عبر المؤثرين يؤتي أكله ويحقق أهدافهم التسويقية في وقت أسرع وبتكلفة مناسبة بالمقارنة مع حجم النتائج.
ولكن، نجاح الحملة التسويقية من خلال المؤثرين وتحقيق أهدافها يرتكز إلى عوامل عدة، أهمها كيفية اختيار المؤثر الأنسب والأقدر على تحقيق أهداف الحملة، وذلك من خلال دراسة المؤثر من حيث مجال اختصاصه وطبيعة محتواه وفئة متابعيه، ومن هنا يمكن القول إن فئة المتابعين التي يمتلكها المؤثر هي العامل الأهم وليس عددهم، فعدد المتابعين لا يعد مقياسًا أو مؤشرًا لقدرة المؤثر على إنجاح الحملة التسويقية وتحقيق أهدافها.
لذلك، إذا كنت بصدد تنفيذ حملة تسويقية، أو الإعلان لمنتج ما أو خدمةٍ ما من خلال المؤثرين، احذر أن تختار منهم صاحب العدد الأكبر من المتابعين، أو من يسمون بـ"المؤثرين الكبار"، بل اختر من يستطيع خدمة أهدافك ولو كان من "صغار المؤثرين"، وذلك لقدرته على الوصول السريع إلى الفئة المستهدفة من الجمهور، وأثره الواضح على متابعيه رغم قلة عددهم بالمقارنة مع كبار المؤثرين.
من هم "المؤثرون الصغار"؟
صغار المؤثرين أو "Micro-influencers"، هم أشخاص يمتلكون عددًا من المتابعين يتراوح ما بين 9000 إلى 100,000 متابع، وعادةً ما يكونون مختصين بمحتوى محدد مثل السفر أو الأزياء والجمال أو التصوير الفوتوغرافي أو غيرها من المجالات.
لماذا التسويق مع "المؤثرين الصغار؟
أسبابٌ متعددة تجعل المؤثرين الصغار خيارًا تسويقيًا ممتازًا، أهمها:
- التخصص
عادةً ما يكون المؤثر الصغير متخصصًا في مجال محدد، فنجد أن متابعيه هم من الفئة المهتمة في هذا المجال، وهو السبب الذي دفعها لمتابعته، وهذا ما يُسهل على المعلن الوصول إلى الفئة التي يستهدفها من الجمهور، وذلك من خلال اختيار المؤثر صاحب الاختصاص الأقرب لمضمون إعلانه.
- التمركز الجغرافي
الكثير من المؤثرين الصغار يبثون محتواهم ضمن إطار جغرافي، فيستهدف أهالي منطقة سكنه مثلًا، فيكون بذلك معروفًا في منطقته أو مدينته دون بقية المدن، وبالتالي يسهل على المعلن الوصول إلى جمهوره إذا كان يستهدف منطقةً بعينها.
- سهولة الوصول
الوصول إلى المؤثر الصغير والاتفاق معه يعد أسهل بكثير من الوصول إلى كبار المؤثرين، حيث يمكن للمؤثر الصغير الرد ببساطة على الرسائل الواردة عبر حسابه في أيٍ من شبكات التواصل الاجتماعي، على عكس المؤثر صاحب الملايين من المتابعين الذي لا يستطيع تتبع الرسائل الواردة إليه.
- تفاعل أعلى
يحظى المتابع الصغير بمعدلات تفاعل عالية، وذلك يرجع إلى اهتمام فئة متابعيه بمحتواه الذي يناسب أذواقهم واهتماماتهم، وهذا ما يعد سببًا قويًا للإعلان لديه، حتى يضمن المعلن أن يصل إعلانه إلى جمهوره المستهدف دون أن يمروا عليه مرور الكرام، بل أن يتفاعلوا معه. حيث أظهرت العديد من الدراسات أن هناك علاقة عكسية بين عدد المتابعين ومعدل التفاعل، فكلما زاد عدد المتابعين قلّ معدل التفاعل، والعكس صحيح.
- الثقة والمصداقية
صحيح أن المؤثر الصغير يمتلك عددًا محدودًا من المتابعين، لكنه بالتأكيد أكثر تأثيرًا في متابعيه من المؤثر صاحب الأرقام المليونية، فتجده يحظى باحترام جمهوره الذي يثق به ويتأثر بآرائه ويأخذ بأقواله. وأظهرت دراسة حديثة أن 92% من المتابعين يثقون برأي المؤثر الصغير أكثر من الإعلانات التقليدية أو المشاهير، وأن 82% من المستهلكين يتخذون قرار الشراء للأشياء التي يوصي بها المؤثر الصغير.
- علاقة أقوى مع المتابعين
علاقة المؤثر الصغير بجمهوره علاقة مميزة، لأنه أكثر قدرة على التفاعل مع جمهوره من المؤثر الكبير، فيتابع التعليقات ويرد على الرسائل ويتفاعل مع الجمهور باستمرار، ما يجعل المتابع يتعلق بهذا المؤثر لهذه الأسباب التي تجعل هذا المؤثر متواضعًا ولطيفًا بعين متابعيه.
- سعر أقل
بالتأكيد فإن لعدد المتابعين دورًا في تحديد سعر الإعلان، فالمؤثر الذي يمتلك عددًا أقل من المتابعين يكون سعر الإعلان لديه أقل أيضًا، وهذا ما يؤدي إلى خفض ميزانية الإعلان بشكل واضح، مع ضمان تحقيق الأهداف التسويقية المنشودة.
في النهاية، حدد أهدافك، ادرس خياراتك جيدًا واستشر خبراء قبل أن تهدر أموالك في حملة تسويقية لا تحقق لك مرادك، وتذكر أن المؤثر الصغير قد يستطيع تحقيق الكثير مما لا يمكن للمؤثر الكبير تحقيقه.
لماذا يعد التسويق عبر المؤثرين الصغار خيارًا تسويقيًا جيدًا؟
١٧ يونيو ٢٠٢٣